نحن بحاجة إلى المزيد من الفتيات والنساء في ميدان العلوم. ثلاث طرق لدعمهن

بيتنا أونلاين


تاريخ النشر 2024-02-11

عدد المشاهدات 51

أقل من دقيقة للقراءة

نحن بحاجة إلى المزيد من الفتيات والنساء في ميدان العلوم. ثلاث طرق لدعمهن

نحن بحاجة إلى المزيد من الفتيات والنساء في ميدان العلوم. فما هي الطرق الثلاث التي يمكننا من خلالها دعمهن؟

كيف يمكن للأنظمة جذب المزيد من النساء والاحتفاظ بهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؟

ليس على اختيارنا لمسارنا في الحياة أن يكون مقيداً بالتحيز أو تعيقه بيئة غير داعمة لتحقيق النجاح. وينبغي دعم الفتيات والفتيان لتنمية مواهبهم/ن إلى أقصى حد ودون القيود التي تفرضها في كثير من الأحيان القوالب النمطية الجندرية. ومع ذلك، تقل احتمالية التحاق النساء بشكل ملحوظ بالعديد من مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، باستثناء علوم الحياة. في الواقع، لا تزال النساء يمثلن 28% فقط من نسبة خريجي/ات الهندسة و40% من خريجي/ات علوم الكمبيوتر، وفي مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، هناك امرأة واحدة فقط من بين كل 5 متخصصين ذكور. يبدو هذا مخالفاً للبديهة نظراً لأن أداء الفتيات أفضل أو أعلى من الفتيان في العلوم والرياضيات في الاختبارات الموحدة مثل PISA (برنامج تقييم الطلاب الدوليين) أو TIMSS (اتجاهات الدراسات الدولية للرياضيات والعلوم)، ولهذا السبب من المهم تحديد ومعالجة العوامل الرئيسية التي تمنع الفتيات والنساء من ممارسة مهن في مجال العلوم. ومع النمو السريع للاقتصاد الرقمي العالمي، من الضروري وضع سياسات مدروسة لضمان الفرص لكل من الفتيات والفتيان لاكتساب الكفاءات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

لقد أبرزت جائحة كوفيد-19 مدى أهمية مساهمات المرأة في العلوم، ولكنها سلطت الضوء أيضاً على الفوارق بين الجنسين. فمن ناحية، كانت العالمات والمهنيات مثل البروفيسورة سارة جيلبرت، التي قادت تطوير لقاح أكسفورد/أسترا-زينيكا ضد كوفيد-19، والعديد من النساء الأخريات، قصص نجاحٍ في هذا المجال. ومن ناحية أخرى، كان للوباء آثار سلبية على نتائج التعليم والتوظيف للفتيات والنساء في جميع أنحاء العالم. كذلك، وجدت الدراسات أن حالات فقدان التعلم أعلى بين الفتيات مقارنة بالفتيان (جنوب أفريقيا والمكسيك) ومعدلات العودة إلى المدرسة أخفض بالنسبة للفتيات المراهقات (كينيا). كما وجدت الدراسات أن النساء كنَّ أكثر عرضة لفقد وظائفهن أثناء الوباء. وفي الولايات المتحدة، انخفض معدل توظيف الأمهات بنسبة 7% وانخفض معدل مشاركتهن في القوى العاملة بنسبة 4%. كما كانت هناك آثار سلبية على الباحثات، وخاصة اللاتي اضطررن إلى رعاية الأطفال. ووجد استطلاع عبر الإنترنت لعام 2020 شارك فيه 170 أكاديمي/ة في الولايات المتحدة أن النساء يقضين 43 ساعة أسبوعياً في رعاية الأطفال، ويضطررن إلى العمل خارج ساعات العمل، وكان من المرجح أن يأخذن إجازة مدفوعة الأجر أو غير مدفوعة الأجر لتوفير رعاية الأطفال. تُظهر هذه التحديات مدى أهمية جذب النساء والاحتفاظ بهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وأن التغيير في النظم البيئية للمدارس والجامعات والأسرة وأماكن العمل أمر بالغ الأهمية.

كيف يمكن للأنظمة جذب المزيد من النساء والاحتفاظ بهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؟

أولاً: فتح المسار: تفكيك التحيزات التي تمنع الفتيات من الحلم بمهنة في مجال العلوم

أولاً، إزالة التحيزات بين الجنسين في المواد التعليمية. غالباً ما تصور هذه المواد نماذج من الذكور للمهنيين مثل المهندسين والعلماء بينما من المرجح أن يتم تصوير النساء كمعلمات وممرضات وما إلى ذلك. وبما أن تطلعات الناس يتم تحديدها منذ سن مبكرة، فمن المهم أن يكون هناك تنوع في التمثيل والأدوار. تشير الأبحاث أيضاً إلى أن تعزيز مناهج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وربطها بمواقف العالم الحقيقي (باستخدام الخبرات التفاعلية، والتعلم القائم على المشاريع، وغيرها من الاستراتيجيات) يميل إلى جذب المزيد من الفتيات بدلاً من استخدام أساليب أكثر تقليدية.

ثانياً، يجب على الآباء والمعلمين/ات أن يكونوا/يكنَّ حلفاء/حليفات. إذ أفاد/ت ما بين 8% إلى 20% من معلمي/ات الرياضيات في أمريكا اللاتينية أنهم/ن يعتقدون/يعتقدن أن الرياضيات أسهل بالنسبة للفتيان، وتظهر الأبحاث أن الآباء في بعض مناطق العالم يظهرون تفضيلاً أكبر لأبنائهم للعمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. لذلك، ينبغي توفير الدعم والتغذية المبكرة لاهتمام الفتيات الطبيعي بالعلوم في المنزل وفي المدارس (بالتساوي مع الفتيان).

سيوفر مشروع مبادرة الفتيات المراهقات للتعلم والتمكين (AGILE) التابع للبنك الدولي لتحسين فرص التعليم الثانوي بين الفتيات في الولايات المشاركة في نيجيريا، تدريبات في مجال محو الأمية الرقمية وحوافز مالية مثل المنح الدراسية لزيادة دعم استبقاء الفتيات وإكمال تعليمهن الثانوي.

ثانياً: تقديم الدعم على طول الطريق: يعد الإرشاد وتنمية المهارات وفرص التواصل أمراً أساسياً

على مستوى التعليم العالي وما بعده، تعمل برامج الإرشاد والشبكات القوية على تعزيز المثابرة في مجالات العلوم بين الطلاب/الطالبات الجامعيين/ات. بالإضافة إلى ذلك، تشير الأدلة إلى أن النساء اللواتي يحصلن على دعم من شخص أو منظمة ذات تأثير في مجالهن أكثر عرضة للمطالبة بزيادات في الأجور (والحصول عليها) ويشعرن بمستويات أعلى من الرضا الوظيفي. ويحتاج الزملاء الذكور أيضاً إلى أن يكونوا حلفاء، لأن تفكيك الصور النمطية المتعلقة بالجنسين يهم الجميع ويفيدهم. بالإضافة إلى ذلك، يعد إشراك نظام بيئي أوسع أمراً مهماً حيث يمكن للقطاع الخاص أن يلعب دوراً مهماً من خلال توفير الدعم المالي من خلال المنح الدراسية والشبكات والمنح وغيرها من المبادرات، وتوفير التدريب الذي يركز على المهارات الرقمية وغيرها من المهارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتقديم فرص التدريب التي تستهدف فتيات المدارس الثانوية والطالبات الجامعيات.

استثمر مشروع البنك الدولي لتعزيز المهارات والتدريب (STEP) في بنغلاديش في 45 معهداً للفنون التطبيقية لتحسين إدماج الإناث وتحقيق نتائج المهارات ذات الصلة بالصناعة، حيث حصلت أكثر من 40 ألف طالبة من ذوات الدخل المنخفض على رواتب، وقفزت نسبة التحاق الإناث بالمدارس من 5% إلى 14%. نسبه مئوية.

ثالثاً: الاحتفاظ بالنساء في القوى العاملة عن طريق إزالة العقبات التي تعترض طريقهن: تحسين فرص العمل وسياسات الاحتفاظ

إن تمثيل النساء في مجال العلوم ناقص إلى حد كبير في القوى العاملة، ويحصلن على أجور أقل، ولديهن فرص أقل في الحصول على الترقيات. حصلت الشركات الناشئة التي تقودها نساء على 2.3% فقط من رأس المال الاستثماري في عام 2020. وتعد زيادة المشاركة في القوى العاملة أمراً أساسياً، وتشمل استراتيجيات سد الفجوة بين الجنسين إزالة الحواجز التي تحول دون توظيف النساء (قد تكون قانونية أو مؤسسية) على سبيل المثال في بعض البلدان ولا يزال لا يُسمح للنساء بأداء الوظائف التي تعتبر خطرة.

يمكن للسياسات التي تشجع على الاحتفاظ بالعمل، مثل العمل المرن، والإجازة العائلية مدفوعة الأجر، ودعم رعاية الأطفال، أن تفيد كل من النساء والرجال وأصحاب العمل. وجدت مراجعة لـ 22 دراسة تأثيراً إيجابياً لرعاية الأطفال المؤسسية (زيادة فرص الحصول على الرعاية، أو زيادة ساعات الرعاية، أو انخفاض تكلفة الرعاية) على نتائج سوق عمل الأمهات في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

فلنمضِ قُدماً

الآن، أكثر من أي وقت مضى، يعد هذا وقتاً حرجاً لدعم الفتيات والنساء لتحقيق أحلامهن وتحدي العوائق المرئية وكذلك العوائق الدقيقة التي يواجهنها لتحقيق النجاح في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. اليوم، يتم الاحتفال باليوم الدولي للنساء والفتيات في مجال العلوم لتحقيق الوصول الكامل والمتساوي إلى العلوم والمشاركة فيه للنساء والفتيات. إن تغيير العقليات وإنشاء نظام بيئي أكثر دعماً عبر المنازل والمدارس والجامعات وأماكن العمل بدعم من التغيير المؤسسي والسياسات المستهدفة هي عملية معقدة. وعليه، هناك حاجة إلى مزيج من التدابير القصيرة والطويلة الأجل. لا يمكن للمجتمعات أن تتحمل خسارة مساهمات ملايين الفتيات والنساء في الابتكار والتكنولوجيا.

ترجمة بيتنا أونلاين؛ المقال مترجم من bit.ly/4btTkTN

مساحة إعلانية